Ok

En poursuivant votre navigation sur ce site, vous acceptez l'utilisation de cookies. Ces derniers assurent le bon fonctionnement de nos services. En savoir plus.

قصيدة الطبيب


لشاعر العرب د.محمد نجيب المراد
_____________________


وإنَّ الطِّبَّ مهنةُ كُلِّ حُرٍّ               رأى أنْ يَبذلَ الجهدَ اجتهادا
وأوشكَ أن يُقَدَّسَ كلُّ طِبٍّ             كمحرابِ الصلاةِ نقىً وكادا
وكلُّ محارِبٍ في الطِبِّ يبقى           على الأيامِ أكرمَنا جهادا
أليسَ المبضعُ الحاني صَلاحاً          وكان بنظرةٍ أُخرى فسادا
ومَنْ مَنَح الحياةَ كريمَ معنىً          وإنْ "بالجرحِ" سَمَّوهُ الجَوَادا
ومَنْ سَهرَ الليالي كالحاتٍ            وأعطى الموجَعَ القلِقَ الرُّقادا
وأعملَ روحَهُ عِلماً وحُبَّاً             لأَجلِ مريضِهِ عَشِقَ السُّهادا
وحنَّ تعاطفاً لبكاءِ طفلٍ              ولَطَّفَ عندَ والدهِ الشِّدادا
وأَرَهَقَ في سبيلِ البحثِ عمراً         وكَرَّرَ بحثَهُ صبراً، وعادا
وَلَجَّ ليعرفَ المرضَ المخبَّا           وزاَد على شراسَتِه عنادا
فَمَنْ غيرُ الطبيبِ لهُ أيادٍ              تعمُّ الناسَ طُراً والبلادا
وقد سَمَّوهُ عن قصد حكيماً           يوازنُ إن تَوانى أو تَمادى
ويعطي الأمرَ منزلَهُ بقدرٍ             ويعرفُ إنْ أسَاءَ وإن أجادا
هو الطبُّ المبارَكُ من قديمٍ            رَجَاهُ الناسُ إحساناً فجادا
وفَكَّ طلاسمَ اللغزِ المعادي            وطابَ لهُ على المرضِ الطِّرادا
فيا هذا الطبيبُ إليكَ شِعري          على "التمييزِ" نصباً والمنادى
لقد شُرِّفتَ عن (غيرٍ) كثيرا         كما رمْضانُ شُرِّف عن جمادى

Les commentaires sont fermés.